“واتساب” يصبح وسيلة قانونية لإبلاغ الغياب في المغرب
هبة بريس – محمد زريوح
في تطور قانوني جديد، أصدرت محكمة النقض بالمغرب حكمًا يُعترف بموجبه بتطبيق “واتساب” كوسيلة قانونية لإبلاغ المشغل بحالات الغياب الناتجة عن المرض.
يُعد هذا القرار الأول من نوعه، ويأتي في سياق متزايد من استخدام التكنولوجيا الرقمية كأداة رئيسية في التواصل المهني.
القضية بدأت عندما رفضت محكمة الاستئناف قبول دليل قدمته موظفة لتبرير غيابها المرضي عبر “واتساب”، واعتبرت أن ذلك يمثل تخليًا عن العمل. إلا أن محكمة النقض نقضت هذا الحكم، مشيرة إلى أن التطبيق يُستخدم بشكل واسع داخل الشركة كوسيلة تواصل رسمية، ما يجعل الاعتماد عليه لإبلاغ الغياب تصرفًا مشروعًا ومقبولًا.
وأكدت المحكمة في حيثيات الحكم أن رفض المشغل لهذا الأسلوب يتعارض مع الواقع المهني الحديث، خاصة إذا كان “واتساب” يُعتمد كوسيلة أساسية للتواصل الداخلي. كما شددت على ضرورة تكييف القوانين مع التغيرات التكنولوجية، بما يضمن توازن العلاقة بين حقوق الموظفين ومتطلبات الشركات.
هذا القرار يُعدّ نقطة تحول في الاعتراف بالأدوات الرقمية ضمن الإطار القانوني، وهو مؤشر على ضرورة تحديث التشريعات لتواكب التحولات السريعة في بيئات العمل. كما يعكس أهمية المرونة في التعامل مع الأدلة الرقمية، لضمان تحقيق العدالة في ظل التقدم التكنولوجي.
وبهذا الحكم، يُفتح المجال لنقاشات أوسع حول تطوير الإطار القانوني بما يعزز ثقة الموظفين في استخدام التكنولوجيا ويحافظ في الوقت ذاته على حقوق المشغلين، ليصبح “واتساب” وغيره من التطبيقات الرقمية أدوات قانونية معترف بها في عالم العمل الحديث.