جهة الشرق.. قطب واعد لجذب الإستثمارات الدولية

هبة بريس – أحمد المساعد

فرضت جهة الشرق اليوم نفسها كقطب جذب دولي بارز، نتيجة لرؤية تم الشروع في تنزيلها وتنفيذها بثبات على مدار أكثر من عقدين من الزمن، فقد أصبحت الجهة تستقطب حاليا مستثمرين من مختلف أنحاء العالم، حيث تجذبهم إلى المنطقة منظومة اقتصادية متكاملة تم تصميمها وبناؤها بعناية لأجل تعزيز التميز والابتكار.

ويشهد هذا المشهد الصناعي الجهوي، غنى وثراء تدريجيا مع دخول أسماء مرموقة من القطاع الخاص على الصعيد العالمي، فقد اختارت مجموعات تعتبر مراجع على الصعيد الدولي، مثل شركة Aeolon الصينية، وتيسي TESSI الفرنسية، وهيرشمان أوتوموتيف (Automotive Hirschmann) النمساوية على التوالي جهة الشرق كوجهة استراتيجية لتنفيذ طموحاتها التجارية.

افتتحت مجموعة Aeolon الصينية، الرائدة في تصميم وتصنيع المكونات الموجهة للصناعة والطاقة الريحية في يناير 2024 مشروعا ضخما في الناظور خصص لإنتاج شفرات توربينات الرياح من الحجم الكبير. وتتماشى هذه المبادرة الصناعية الكبيرة تماما مع الاستراتيجية الوطنية المغربية للانتقال الطاقي، مما يعزز مكانة جهة الشرق كمركز صناعي رائد في ميدان الطاقات المتجددة. وبطاقة إنتاج سنوية تصل إلى 300 شفرات، تساهم استثمارات مجموعة Aeolon بشكل كبير في خلق فرص عمل محلية مؤهلة كما تساهم كذلك في الدفع بتطوير قطاع صناعي تنافسي.

وفي قطاع الخدمات الرقمية ذات قيمة مضافة عالية، افتتحت مجموعة تيسي الفرنسية منصتها المندمجة للخدمات متعددة التخصصات بوجدة في شهر نونبر 2024، مما يعكس التزامها الفعلي بمواكبة ودعم التحول الرقمي في المغرب. يمتد هذا المركز التشغيلي على مساحة تقدر بـ 2200 متر مربع، ومن المتوقع أن يخلق 300 فرصة عمل مؤهلة بحلول سنة 2026، مع التركيز بشكل أساسي على المجالات ذات الطابع التكنولوجي.

في السياق ذاته، تقترب مجموعة هيرشمان أوتوموتيف النمساوية، والتي تعد من الشركات العالمية الرائدة في مجال تصميم وإنتاج أنظمة الأسلاك المتطورة الموجهة لصناعة السيارات، من إتمام المراحل الأخيرة لمشروعها في جهة الشرق الذي بدأ مع نهاية سنة 2024، مع تحديد موعد للافتتاح الرسمي للمشروع في غضون الأشهر المقبلة، يحظى هذا المشروع بدعم مؤسسي كبير من خلال اتفاقية للدعم موقعة مع مجلس جهة الشرق. ويتماشى هذا المشروع المهيكل بشكل ممتاز مع الدينامية التنموية الصناعية بالجهة، إذ يساهم في خلق فرض الشغل وتوفير وظائف ذات كفاءة عالية، كما يساهم في تعزيز قطاع صناعة السيارات بشكل كبير والذي يعتبر قطاعا ذا حضور قوي على التراب المغربي.

إن التوسع التدريجي لهذه الاستثمارات العالمية يخلق دائرة مستدامة تعود بالنفع وبكثير من الفوائد على المنطقة، وذلك من خلال خلق فرص عمل مؤهلة، ونقل التكنولوجيا، وتطوير القطاعات الصناعية التنافسية، بالإضافة إلى تعزيز منظومة التكوين والابتكار.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى