
الغموض يحيط بمصير الشركة الوطنية للنقل واللوجستيك قبيل إغلاق أحد فروعها
هبة بريس ـ الدار البيضاء
علمت جريدة “هبة بريس” أن الشركة الوطنية للنقل والوسائل اللوجستيكية قد وصلت إلى مراحل متقدمة في مفاوضاتها مع عمال فرع طنجة التابع لشركة “Inter Continental Logistics Services”، وذلك بهدف التوصل إلى صيغة توافقية لفسخ عقود العمل بشكل سلمي.
و في خضم هاته المستجدات المثيرة، برز للواجهة تساؤل مفاده هل باشرت الشركة فعلا في الإجراءات القانونية لإغلاق فرعها في المنطقة الحرة أم أن هذه الإجراءات مجرد ادعاءات تهدف إلى تضليل العمال وتوجيههم نحو خيار الرحيل الطوعي؟
فعلى الرغم من أن العديد من هؤلاء العمال قد قضوا سنوات طويلة في الشركة واكتسبوا خلالها خبرة كبيرة في مجال اللوجستيك، الذي يعد من القطاعات الحيوية التي تعول عليها المملكة المغربية في دفع عجلة النهوض الاقتصادي، يبقى التساؤل الأهم هو حول آفاقهم المستقبلية في ظل هذا الوضع غير الواضح، خاصة في وقت حساس، حيث تستعد البلاد لاستضافة البطولة الإفريقية وكأس العالم، ما يجعل القطاع اللوجستكي محط أنظار الجميع.
رئيس الحكومة أكد في مناسبات عدة أن الرهان الأساسي للمملكة يعتمد على “الرأسمال البشري”، غير أن سياسة الشركة الوطنية للنقل واللوجستيك تبدو بعيدة عن هذا التوجه، بل وتتناقض مع استراتيجية الوزارة الوصية على القطاع، التي تجلت مؤخرا في تدشين عدد من المنشآت والمشاريع اللوجستيكية الجديدة.
في خضم كل ذلك، يتساءل البعض ماذا عن مصير العمال الذين سيشملهم هذا القرار؟ و هل ستقوم الوزارة الوصية بتعويضهم أو إعادة إدماجهم للحد من البطالة؟ ومن المسؤول عن هذا الخطأ الإداري والتسييري الذي تمثل في الاعتماد على زبون واحد طيلة أكثر من عشر سنوات؟ و هل سيكون العمال ضحية لغياب الكفاءة في التسيير، أو ربما لغياب رقابة حكومية فعالة؟ وهل ستتدخل الوزارة لفتح تحقيق حول أسباب تدهور الوضع داخل الشركة، وتحديد مكامن الخلل التي أدت إلى هذا الوضع؟
من جانب آخر، يطرح السؤال حول وضع الفروع الأخرى للشركة في ظل هذه الأزمة، و هل ستتأثر هذه الفروع من التسيير العشوائي وغياب الرؤية الاستراتيجية، و ذلك في وقت تشهد فيه الشركات الخاصة نموا ملحوظا في مجال النقل واللوجستيك بينما تراجع دور الشركة الوطنية. فما السبب وراء هذا التراجع علما أن بعض المتتبعين يرون أن السبب قد يعود إلى إقصاء الكفاءات القادرة على قيادة الشركة في هذه الظروف الحرجة، والاعتماد على أطر غير مؤهلة لتحقيق النمو والتطور، رغم أن هذه القيادة قد مرت عليها فترة طويلة.
وفي الختام، يبقى التساؤل الأكبر هل ستتمكن الوزارة من تصحيح المسار وإنقاذ الشركة الوطنية للنقل واللوجستيك من التدهور، أم أن العمال سيكونون الضحية الرئيسية لسياسات التسيير المتعاقبة؟
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X